languageFrançais

تراجع ديمغرافي في سليانة..فأين ذهب السكان؟

كشف تقرير  المعهد  الوطني للإحصاء مؤخرا تسجيل تراجع سكاني هام خلال عشر سنوات (2014-2024) بولاية سليانة مقارنة بولايات أخرى، افرز تراجعا ديمغرافيا  قدر  ب 6852 نسمة وفق بيانات المعهد .

وفي قراءة لهذه المعطيات افاد عاطف اللبادي الباحث في علم النفس اصيل ولاية سليانة  ان أول ما يدفع السكان إلى مغادرة أي منطقة هو انعدام فرص العمل و الامان الشغلي ،مؤكدا أن  في سليانة، لا توجد مشاريع صناعية كبرى، ولا استثمارات خاصة يمكن أن تستوعب اليد العاملة، خصوصا من فئة الشباب ،علما و أن الولاية تعتمد أساسا على الفلاحة التقليدية، التي أصبحت غير قادرة على ضمان دخل قار، فإن السكان يضطرون للهجرة نحو المدن الكبرى أو حتى خارج البلاد.

من جهة أخرى اشار اللبادي أن العامل الاقتصادي اثر سلبا على الجانب الاجتماعي  والتركيبة الديمغرافية للسكان فوفق بيانات المعهد بلغ مؤشر الشيخوخة بولاية سليانة 84%  وهو ما يفسره الباحث بالعزوف عن الزواج و تراجع الولادات خلال السنوات الأخيرة .

من جانب اخر كشف الناشط بالمجتمع المدني عبد الله البوبكري ان العائلات اصبحت تستثمر في ابنائها بالولايات الكبرى امام توفر مقومات البنية التحتية للتأطير واحتضان أبنائهم. ومن بين الإشكاليات المنفرة للسكان ، أكد البوبكري  ضعف شبكة الطرقات المحورية التي تربط الولاية بإقليم الشمال الغربي وبولايات الأقاليم المجاورة وضعف الشبكة الداخلية للطرقات التي تربط المعتمديات بمركز الولاية إلى جانب غياب التمثيليات لعديد المؤسسات العمومية بالولاية، وافتقار عديد المعتمديات لأبسط الخدمات الإدارية الموجهة للمواطن  ناهيك عن تعطل المشاريع الكبرى الدافعة للتنمية الجهوية  عموما (كمشروع ربط سليانة  بالغاز الطبيعي و بالسكة الحديدة ).

من ناحية اخرى، تحدث البوبكري عن  ضعف قدرة الولاية على استقطاب الاستثمار الخاص وتدني نسبة استغلال المناطق الصناعية المهيأة  ، ما يجعل الجهة نافرة لأبنائها الذين يبحثون عن فرص تشغيلية خارج الولاية ، فضلا عن غلاء سعر  العقارات الصالحة للسكن  .

وولاية سليانة تزخر بمقومات الاستثمار على جميع الاصعدة من  مخزون  انشائي و طبيعي و فلاحي، بالإضافة إلى موروث ثقافي غني، في انتظار رؤية تنموية واستثمار حقيقي يرتكز على العدالة الجهوية والتمييز الإيجابي الفعال .

نبيهة الصادق